قم يا فرات - علي مسعود

الليلُ في أوطاننا يغمرُهُ الأسى

والخوفُ والضّجرْ

و الأغنياتُ من شذى أرواحنا تلوذ ُ بالفرار..

تناشد الرحيل...

تُسائِلُ القمرْ

تنهَّدَ التاريخُ في صُدُورنا 

من يا ترى سيعزفُ أنشودة المطرْ

من يا تُرى سيهتفُ لدجلةَ يُداعبُ الأحجارَ و التُّرابَ و الشّجرْ

ما عاد في بُوَيْبُ يا حبيبتي يوقظني الخريرْ

و لا النخيل يحتفي برقصة الزّهور

لا عيدَ في أحداقنا يداعب البلابل

يدُسُّ في أكُفّنَا قلائد العبير

لا غَيْمَ يسكُبُ السلام فوقَ رِعشةَ الوترْ

اليومَ يا عراقُ يا حبيبتي أرهقنا الكلام

أرْهَقَنا السُّبَاتُ في بُيُوتِنَا الكَئيبةِ

و النَّوْحُ و الظَّلَامْ

كمْ من شهيدٍ في دِيَارِنَا شَرِيدْ

كم من فُرَاتٍ يشتكي في أرضنا وحيدْ...؟

اليومَ مثل أمسنا في غربةٍ بعيدْ

والماء والترابُ والأغاني مثلَ كأسِنَا 

لا تحمل الجديد

اليوم ألف عابرٍ يُمزِّقُ العراقْ

يُشرِّدُ الضِّياء

و يدفن التـّاريخ و الهواء والبقاء

اليوم دنّستْ رغيفنا أحذيةٌ غريبهْ 

ودوّنت بدمعنا بِنفطِنا 

تاريخَها الجديد

قُم يا فرات من مدائن الزَّبَدْ

و حِلْكَةِ الرَّدى 

ستصرُخُ جُلُودُنَا دُمُوعُنا سيصرخُ الصّدى

لا صوتَ يعلو فوق نخلةٍ تُسَبِّحُ الصَّمَدْ 

و تتلُو في شُمُوخِهَا أُنْشُودَةَ المطرْ