الشاعرة اسمهان اليعقوبي

موكب الشعر

يـا مـوكب الـشّعر إنّ الـقلب قـد راقا
فـالحرف يـرفل مثل الشّمس إشراقا

فــي لـيـلة سـكـنت فـيـها مـواجعنا
و الـحـبر ســال عـلى الأوراق حـرّاقا

كــان الأمـير عـلى قـلبي ومـملكتي
مـــا كـنـت أحـسـبه لـلـهجر سـبّـاقا

بـكيت عـهدا بـه الأحـلام قـد عـبثت
وانـهـال دمـعـي يـزيـد الـحزن إغـراقا

مـا لاح فـي الأفـق نـجم عاشق أبدا
والـطّـير مــن كـمـد.. يـشـتاق إطـلاقا

هـذي الـعيون الّـتي ...طيف يراودها
ولــيــس يــعـرفـه الاّ بــمــن حــاقــا

الـصّـبـر نـعـمـته ..لـلـقـلب سـاجـدة
عـطـر الـهوى لـم يـزل لـلجرح تـرياقا

إنّ الّـذي طـرّز الأوهـام في خلدي
مـــازال يـسـكنني.. مــا نــال إخـفـاقا

صوت أتى من خريف الحبّ ينشُدني
لـكـنّـني لـلـهوى مــا عــدت خـفّـاقا

قـد غـلّف الـحزن قلبي..توبة صدقت
فـالـنّبض تــاق لـقـيد الــروح إعـتـاقا

للصّبح أرسم للألوان دهشتها
يا ويح قلب غدا للضّوء توّاقا

عوجي على الدّار إن شطّت مرابعهم
ربّــاه مــن بـعدهم...الكون كـم ضـاقا

فـمـا رضـيـت بـغـير الـشّـوق مـنتجعا
وكـنـت فــي غـربتي لـلبوح مـشتاقا

في مقلتي ارتسمت فيحاء بسمتهم
لــلّــه مــــن بـسـمـة تـجـتـاح آفــاقـا

فـالدّمع فـي جـلل قـد صـار يـذرفني
وصـــرتُ فـيـه بـجـرم الـحـبّ أحـداقـا

سـافـرت فــي مـدن الأحـزان قـاطبة
لـم أشـف مـن حـبّه ..بل زدت إغداقا

مجلة بويب الثقافية