أنا إمرأة من هذا البلدد
أحتسي قهوتي
وسط حشد من البشر
رجل نساء
دون ميز أو خجل
جمالنافي اختلافنا باقة ورد
تجمّعنا كلنا حول الوطن
ما أعجبهم منّا الحال
صدقناهم والمكر فيهم غلاب
أوهمونا أننا أقمنا ثورة
صفقنا هللنا
بانتصارهم نحن احتفلنا
مانقرأ من التاريخ
إلا ما أرخوه لنا
كِلْنا لحكام البلد
أشنع الأوصاف والعلل
وتناسيناذاك المثل
كما تكونوا يولى عليم
وتلك أكبر الفتن
حركونا كالرى
نشوا منا الماء والدّما
انتزعوا منّا الروح
نحن أجسم خاويا
صورة تختلف
عن كل من خطّى على اليابسا
إلّا قوم العرب
كلنا في الهوى سواسيا
في اتحادنا قوة ادركوا
فحذوه من كتب المدارس
حزمة العصيّ والأب معلّم لأولاده
ونزعوا منا النّخوة
مخافة منّا قطّعونا
خوّفونا من بعضنا بأسلحتهم تقاتلنا
لأجلهم انتصرنا
ونسينا بن الخال والعمّ
ليتنا من أجدادنا نعتبر
هيهات فنحن عرب
كلامنا يملأ الكتب
والفعل منا قطرة ماء ما نسكب
إن تكلمنا تفاخرنا بالأجداد
وها نحن لا نزال
منذ عقود بين الحفر
قوم لا نعتبر
لا ضعف منا
بل بالشّهوات كُبلنا
مشية الحمام قلّدنا
لباس أفغانيّ ونقاب
سوق النّخاسة هنا
وهناك يباع لون من البشر
وإن كنا في الحقيقة
كلنا نُباع ونُشترى
على حدّ سوى
ولكن باختلاف طفيف في الثمن
صرنا أمهر من الشيطان
إستبحنا حرمتنا
غدرنا بمن يحمينا
ثكّلمنا النّساء
رَمّلنا ويتمنا..
قتلنا من لا حول له ولا قوّة
من أجل منصب أو حفنة مال
وما زلنا نحتفل بانهزامنا دون خجل
والخجل الأكبر يا سادة
أن يخرج الملك من عرينه
كاشفا علينا عورته
معلنا عجزه
وكالعادة نحن مُصفّقون
تُهم تلقى هنا وهناك
ويعود الفارس الهمام
لينام كما اعتاد
ما همّه حال الرّعية
كلهم على أحسن حال
مهما فعلتم أيها السّاسة
عن مبادئنا لن نحيد
سنبقى نعلّم من قتلتم بعضهم في المهد
الفداء من أجل الوطن
وأنّ الحريّة
تُعادُ وإن سُلبت
فكلنا حرّاس لهذا الوطن
سنجعلهم يزهدون الكراسي
ليلهم أحلام يحقّقونها في الصّباح
ونعود من جديد
نعود من جديد
نغني للحبّ وما نخجل
ونرفع الآذان ونستغفر
باقة ورد بهية المنظر. وسيلة المانع /تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع