الشاعرة ريم عيفة - الرقم 17

01 أبريل 2019

(13)

أنا مريم يا أبناء الفعلة ..
كنت رمادا بعثت لأوصد باب المجاز وأعينكم حراس المفاتيح البعيدة ..
هكذا كنت أخطب في الجمع أعلى الرؤى والأنبياء والشعراء والفلاسفة والساسة وجمع الفقهاء وعامة الشعب كانوا بياضا وأنا بين بين قاب قوسين من الحقيقة قاب قوسين من المجاز
أخفّ من الهواء وأرقّ من زهرة في معبد مسقية بماء مختوم بآيات ثقال ..
الغيم يردد نص الخطاب كلما قلت حرفا يذرف الكون شهابا وتنزف الأرض براكين الخلق الأول
أنا مريم ،لا علاقة لاسمي بمسار حياتي و اني لم أؤمن يوما بالغشاء الذي بين ساقي و أني سأحاسب الجميع، الرب و المجتمع و الأعراف و التقاليد و تلك العجوز التي إدعت انها "صفحتني"، لأني حين مارست الجنس لأول مرة لم يكن هناك دم و حبيبي لم يصدق يوما أني عذراء فإنفصل عني.. و اني فكرت كثيرا بترقيع غشائي لكني لم أجد لذلك معنى حيث اني لم أملكه يوما..
أنا أسفة لأني أصدع رؤوسكم بهذا الهراء،و فتوحات لا تعني شيئا سوى مجازر مقززة..
انا لا أنوي شيئا بهذا سوى قول أني إنتقلت مؤخرا نحو العلاقات الجنسية الغير مؤطرة.. أصطاد الفرائس من كل مكان، الحانة او الفيسبوك او في المقهى.. لم أصل بعد لقلب الرحى و نواة الحكاية..
وجدت نفسي منذ مدة في فراش احدهم، حسنا لقد نسيت إسمه و لا املك رقم هاتفه و لا اي معلومة عنه سوى انه طبيب.. الأطباء أوغاد.. هذا ما انا متأكدة منه
لست آسفة لأني أصدع رؤوسكم..
أنا مريم.. لا أؤمن بالحب و لا بالزواج..
أنا مريم.. لم أخسر عذريتي لأني لم أملكها يوما..
ثلاثون عاما من النزيف لأصعد هذه القمة وأقول ما سأقول
أنا مريم ،ثلاثون عاما من الحلم
لست عذراء
لست طاهرة كذلك ..لم يمسّني الجن ،ولست شيطانا رجيما و أنا حبلى..
وهذا المكور داخلي منذ الحقيقة إبني، رئة العالم يا أبناء الفعلة ،أشير إليه فقط يتكلم في المهد صبيا ..
اشتروا عذريتكم يا شعراء العالم يا ساسة هذا البلد المأبون يا فقهاء الحيض
أنا مريم لا عار يسكن صدري لأطرده ،
لا خطيئة أيضا
لاني الخطايا كلها..
هزّوا إليكم بنص الخطاب يساقط العار عليكم ..