نافذةٌ للتفاصيلِ المُهمَلة
عن آخرِ ما رتَّله العَرّاف، ناظرًا من نافذةٍ في نهايةِ الحياة
.
.
تَخُونُنِي شَمْعَةٌ في أَوَّلِ الأَرَقِ
نَهْرٌ
أَضَاعَ خُشُوعَ المَاءِ بالقَلَقِ
.
صَمْتٌ
وحزنُ فمي يحتاجُ بُوصَلَةً
و في جبيني تراءتْ حمرةُ الأُفُقِ
.
أتيتُ أَحمِلُ تَابُوتِي على كَتِفِي
و الكون من خيفةٍ قد لاذَ في عنقي
.
قَصَصْتُ رُؤْيَايَ لِلأَطفالِ
أُخبِرُهُم عن سِيرَةِ النَّهرِ
عَن مَاءٍ بِلا غَرَقِ
.
عَن خَيمَةٍ كبُرَتْ حُزنًا
وَسُنبُلَةٍ لَمْ تَأمَنِ المَاءَ
إِذ يَجْرِي وَلم تَذُقِ
.
أنا وَلِيدُ النَّوايَا البِيْضِ
فِي شَفَتِي ظَمَا الفُصُولِ الّتي أودَعْتُهَا حُرَقِي
.
أنَا رَبِيبُ التَّسَابيحِ الّتِي انْطَفأتْ حُزنًا
أصُولُ بِسربٍ خَارِجَ النَّسَقِ
.
أنا الذي علم الأشياء أن لها ربا
و في شفتي حقل من الحبقِ
.
قَدْ لَا أَعُودُ
هُنَا سَيفٌ يُنازِعُنِي طَعمَ الحَياةِ
وَفِي أنيَابهِ مِزَقِي
.
لم أدخر حزني البري في رئتي
و لم اراود شيخ الماء عن ودق
.
أعَرْتُ بَوصَلَتِي لِلقَادِمِينَ
إِلى مَدائِنِ الصَّحوِ حِينَ الكونُ لم يُفِقِ
.
تقاسمتني الخطى
حتى نسيت بها نفسي
تُبعثرني في كل مفترق
.
كُلُّ الجِراحِ الَّتِي مَرَّتْ عَلى جَسَدِي عَقِيمَةٌ
وَدَمِي يَشْكُو مِنَ النَّزَقِ
.
كَفَرْتُ بِالخَوفِ
فِي حَرْبٍ مُطَرَّزَةٍ بِالمَوْتِ
فِي وَطَنٍ يَمْشِي بِلَا طُرُقِ
.
لَا شَيءَ يَعْصِمُنِي مِنهَا
سِوَى قَلَمٍ أَبَاحَ مِنْ أَجْلِ حُزْنِي عِفَّةَ الوَرَقِ!
.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع