عشقي العاقل..عشقي المجنون:
هل نبحث عن تغيير المكان فعلا أم نجتهد في تركيز كل الزوايا في أنفسنا؟.. و هل حقا بتغيير الأمكنة والسعي وراء التجوال فقط نبلغ ما بأنفسنا؟؟. ... هل حددنا المشكل العالق أمام تفاعلنا مع ذواتنا فوجدناه متمثلا في المكان أم أننا أسرعنا بتبرير خمولنا الروحاني؟؟... ما علاقة المكان بتأمل روحي يبحث في أعماق و قدس أقداس النفس؟؟ .. ربما، في فرصة أو ذات مرة و في مكان ما تجمعت بعض العوامل فأنتجت مناسبة أو مصدر إلهام لفعل التأمل... لكن هذا ليس من قبيل التعميم... لأنه ربما إذا اجتهدنا في توفير هذه العوامل في نفس المكان اليومي لأثبتنا العكس... ليس العكس و إنما صورة أخرى لتجليات التأمل....
هذا بالنسبة للإطار الخارجي للفعل.. دعنا نسبر أغواره الآن ربما كان أمتع ....
تحدثت عن التأمل الروحاني و ليس عن عملية تفكر بمنهاج معين... تأمل يبدأ ربما بصمت داخلي ، هو أشبه بمفتاح الصول لسمفونية صارخة عابثة و مجنونة، يتدرج شيئا فشيئا نحو مراحل أكثر تقدما... تستهله الذات بتأمل عابث ساذج خلو من المعاني فقط لتحث الروح على القرب أكثر من آخر مطلق تعددت تجلياته على هاته الأيام فأصيبت بداء الهوى... ثم تلتقط الروح بعض جزيئات صغيرة في الكون و تبثها بطريقة عادلة بين العقل و الوجدان فتجدني في حالة من الهذيان المتناغم... في تبادل كيميائي رهيب بين الوعي و اللاوعي يضفي حلاوة أكثر كوثرية من ذي قبل... و من ثم تبدأ محادثتنا الحميمية التي لا تمتلك إحداثيات لنقطة بدايتها، فقط لأنها الجوهر... إنها الهدف الأسمى و إن اختلفت طرق الوصول إليه... إنها رحلة بحث لا عن الاكتمال الأفلاطوني بل عن دين الحب... عن عشق متبادل بين ذات نسبية والذات المطلقة... بين تفصيل مجهري من الكون و نفخة من روح هذا التفصيل... إنه البحث الذي يعتريني في كل الأوقات و لكن بعيدا عن الزمن... إنه حاجتي ومغامرتي في اللامكان ، دون أن يكون ملاذي... إنه تصوفي و إلحادي في ذات الآونة... إنه كفري الحلو... إنه رحلتي التي لم تولد صدفة، لأنها لم تولد أساسا... بل هي في... في روحي ... في ذلك المشترك بيني أنا النسبية و بين مطلقي. إنها المغامرة الكبرى التي لم تكن محفوفة بالمخاطر والأشواك بقدر ما هي محاطة بنار العشق و لهيب الشوق.. ربما هي مزيج عقلي وجداني..هذا على مستوى.. و هي أيضا ملحمة انصهار و اتحاد و ذوبان بين الكائن والمطلق...حقا كم هو عشق مر وحلو ومتفرد !!...
بنت الكبارة: أميرة الشرميطي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع