المدفع العربيّ
حَتَّـامَ تَبْقَـى صَـامِتًا يَا مِـدْفَـعُ؟
الحَـقُّ يَـدْعُوكَ فَهَـلْ لا تَسْـمَــعُ؟
هَلْ عَلَّمُوكَ الصَّمْتَ مِثْلَهُمُو هُـمُو
أمْ كَبَّـلـُوكَ فَلَــمْ تَعُـدْ تَتَـطـَلـَّـعُ؟
البَـرْدُ أرْهَقَـهَا، مَـدَافِعُنَـا، فَـلا
تَـدْرِي قِــتَالاً أوْ لَهِيـبًا يَلْــفَـعُ
جَفَّـتْ مَحَـابِرُنَـا على أقْـلامِنَا
هَـذَا يُنَـدِّدُ ثُـمّ ذاكَ يُـفَـــــزِّعُ
فَـنّ الخَـطـَابَةِ نَحْـنُ مِن أبْطـَالِه
أمَّـا القِتَـال فلـَيْسَ فِيـهِ نَنْـفَــــعُ
جُـرْحُ الكَرَامَةِ نَـازِفٌ مِن عِـزِّنَا
حَتَّـامَ نَبْكِـي لِلـْوَرَى و نُـرَجِّــــعُ؟
أشْـلاءُ إخْـــوَانٍ لكُـمْ ،يَا أمَّــةً
أبْـطـَالـُهَا عِنْـدَ الكَـلامِ تُــرَوِّعُ،
في كُـلِّ سَاحَاتِ المَجَازِرِ مُـزِّقَتْ
بِـرَصَاصِ غَـدَّارِينَ لَـمْ يَتَــوَرَّعُوا
أبْنَـاؤُكَمْ قَدْ قُــتِّلـُوا ، قدْ شُــرِّدُوا
ونِسَـاؤُكُـمْ نَادَيْـنَ : هَيَّا فَافْـزَعُوا..؟
هَـلَّا سَألـْتُمْ زَوْجَـةً مَا خَــطـْبُهَا
هَلَّا سألـْتُمْ صِبْـيَةً قَـدْ رُوِّعُـوا؟
هَلاّ سَألـْتُـمْ مَنْزِلًا قَـدْ دُمِّرَتْ
أرْكَـانُهُ فَـوْقَ الجَمِيـعِ فَجُمِّـــعُـوا؟
هَـلَّا سَألـْتُمْ طِـــفْلـَةً مَـوْؤُودَةً
قُـرْبَ المَجَارِي؟ فاسْألوا كَيْ تَسْمَعُوا
لـَهَفِي على مَاضٍ مُضِـيءٍ مُشْـــرِقٍ
هَـا أَنَّ نُـــورَهُ ، بِالمَـذَلَّــــةِ أَبْـــــقَــعُ
يَـا خَـالِدُ انْــــظـُرْ مَا بَـدَا مِن أُمَّـةٍ
أضْحَـتْ شَتَاتًـا ، بِالهَـزِيمَةِ تَشْبـَعُ
هَانَتْ علـى أعْـدَائِهـَا حَتَّى إذَا
قَالـُوا عَرَفْـنَا أنَّـهُمْ لـَنْ يَـصْنَـعُـوا
نَـادَيْــتُ عِـزَّ الــعُـرْبِ بَــعْـدَ سُبَاتِهِـمْ
هَـلْ مِن مُـجِيبٍ ؟ قُـلْ لَنَا يَا مِـدْفَعُ ؟
حمدان حمّودة الوصيّف
خواطر: ديوان الجِدّ والهزل
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع