ثَقفُوتٌ على حافّة الإفلاس الفكري و على كفّ التّدعّش و أشباهُ شُيوخٍ على ناصية الرِّقّة و دير الزّور و حَلَب يَأمرُون بالحرب على "بشاروفسكي" و ينهون عن السِّلم و يَقرعون الطُّبُول تهليلاً بالظّفر و النّصر في كلّ هجمة طامعين في توحيد الجغراسياسيّة كما كانت ذات غفوة مع مصر، و لكنْ تحت راية دولة الخلافة ليتربّعوا على عرش المنطقة في هذا العصر و حاكمُهم أميرٌ قَدْ فَقأ أعينَ الكُتُب بحثًا و تنقيرًا و تنقيبًا و تلحّفَ بأجنداتٍ دوليّة تدرّ عليه أموالا تُزكّيه صباحا عشيّة يُطوّع الآياتِ حسب السُّيولة المتدفِّقة شرقًا و غربًا. و المُريدون يهتفون بٱسمه مردّدين "يَحيَا يحيَا شخينا بو لحية" و يَرُدّ التّحيّة بٱتزان و حسبان ثمّ يخفض لهم جناحَ ذلّ مُستراب و يسأذن منهم لنيل راحة في الخيمة لسويعات فتستقبله الجواري في بِشْر و ٱبتسام و يَنطقْنَ في حضرته بأحسن الكلام فتهشّ نفسُه و تنشرح و تَنْسَى ألوانَ ما تظاهرتْ به لأعوانه مِن شقاء و آلام. فيقضّي بينهنّ جنّاتٍ و كوثرَ و أحلامْ مائلاً متمايلاً ذاتَ اليمين و ذات الشمال مترنّما بأعذب الألحان داعيًا أن يهدي بقيّة الخلق من جنسهنّ بأن يلحقنهنّ موشّحاتٍ بِجُمان و لكنّ دعاءه ينصرم بمجرّد سماعه لدويّ القصف الجويّ مِن شريك له خائن خوّان قد غدر به و صارت له بفضل دهائه شرذمة أخرى من الأيتام لا دين لهم و لا ملّة فقط التّظاهر بأنّهم أوصياء على الأديان بٱسمها نَكّلوا بخير مَن فضّل اللّه على سائر الأنام إنسًا إنسانْ فيحاول الشيخُ الفِرارَ زاعِمًا أنّه صاحبُ الرّأي و القرار فيختفي ذُعرًا بين حصن و مسار و لكنّ أصحابه بالأمس قد أعدّوا له أحسنَ خيار فقُتِلَ في غارة تحت وابل مِن الأنواء و الأمطار؛ أمطارٍ مِن البراميل المتفجّرة المنبئة بالدّمار فيشيع النّبأ أنّ "أبَا فُلان" الشّيخ العلاّمة قد ٱستُشهد في غارة غادرة غاشمة رغم أنّه قدْ أعدَّ للحرب ما ٱستطاع مِن المقاتلين و العتاد للطاغية بشّار و قد تباكى عليه مناصروه كالثكالى مروِّجين بأنّه كان مِن الرّجال البَرَرَة الأبرار لم يَحِد البتّة عن المَسار بل كانَ خيرَ الأخيار ... رحمه اللّه كانَ عاقِلاً فَهَوَى.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع