مضي عليها أكثر من ساعة ٠ وهي تنتظر من يأخذ بيدها ٠
فجأة إشتد بها المرض ٠وكان أنينها يرتفع تارة وينخفض طورا من شدة الالم ٠ أقبل عليها شاب أسمر البشرة ٠ سمع صوتها حين كان مارا ٠ فبحث عن مصدر الأنين ٠ حتي وصل إليها ٠
وعرض عليها مساعدته ٠ نظرت اليه والى الحالة التي كان عليها ٠ بدت عليه علامات الفقر ٠خافت على نفسها منه ؛ ترددت ولكنها خافت أكثر لأن الليل بدأ يزحف على المكان ٠
قبلت مساعدته على مضض ٠حتي تعود الى البيت ٠فهي فتاة تجاوزت العشرين ربيعا ٠شقراء ؛ عيناها زرقوان ؛ بلون السماء٠ أصابها مرض منذ سنوات ٠ سألها الشاب عن إسمها
- كريستين ٠ ثم أخبرها عن إسمه
- آدم
- هل تساعدني للعودة الى منزلي
- بكل سرور
وصلت الى المنزل ؛ فوجدت عائلتها بآنتظارها ٠ قالت -
- لقد نفذ شحن هاتفي ولكني وجدت آدم أخر لحظة ساعدني للعودة بخير ٠ودع أدم الفتاة وعاد أدراجه الى بيته ٠
دخل غرفته ونشر أوراقه على طاولة عرجاء ٠ثم مسك قلم ورسم كريستين وهي تعانق أمواج البحر ٠ونام حتي يلتحق في الغد بالجامعة ٠إنغمس في البحث والمراجعة ٠لأنه في سنة التخرج ٠ مرت الاسابيع مسرعة ٠ خرج كعادته يوم السبت الى المقهي المجاور له ٠ طلب قهوة وأشعل سجارة
جذب الدخان وقبل أن يدفعه ؛ أشار هاتفه بوصول رسلة قصيرة ٠دفع بالدخان دفعا ونظر الى الرسالة ٠ إنها دعوة من طرف " مستر روميو " ٠ أستاذ علم الإجتماع ٠ طلب منه،الحضور الى " فيلته " ؛ التي تقع في أقصي المدينة ٠
نهض ونظر الى ساعته التي تشير الى السادسة مساءا ٠
أدرك حال دخوله " الفيلا" أنه جاء متأخرا بعض الوقت،٠
إستقبله الاستاذ بآعتباره من خيرة الطلبة لديه ٠ ثم مضي الى حيث جلس الطلبة في " الفيراندا " ٠ كان المجلس يتكون من طلبة قسم علم الاجتماع ٠ولم تكن واحدة من الطالبات قد حضرت ٠ ألقي نظرة الى الحديقة ٠ فلم ير غير حبات الثلج تغطي الاعشاب ٠ ولفت إنتباهه زميله من أصل آسيوي يهمس الى أحدهم ٠
- هل نلتزم بالاداب الانقلزية أم ننقض على المائدة ؟!
فجأة لاح سرب غير منتظر عند مدخل " الفيلا " ٠
كن أربعا من الطالبات بقسم الفلسفة ٠ تم دعوتهن من طرف زوجة الاستاذ ٠ وكانت بينهن كريستين ترتدي فستانا ناصع البياض ٠ تابعن سيرهن ؛ حتي إستقر بهن المقام في ركن من اركان " الفيراندا " ٠ قدم اليهن الاستاذ وزوجته ورحبا بهن كثيرا ٠ قالت زوجته
- هن من أفضل الطالبات لدي ٠٠٠
ظل آدم يرقب المشهد في آستغراب !!٠٠
دعي الاستاذ جميع الطلبة الى التحلق حول المائدة ٠ صف فوقها أنواع النبيذ وأطباق اللحوم والحلويات ٠٠٠
قال الاستاذ - لقد جمعتكم بمناسبة عيد ميلادي ؛ الذي يأتي يوم السابع والعشرون من شهر فيفري ٠٠٠٠
همست كريستين الى الاستاذة أن تسمح لها بالعزف ٠
جلست الى البيانو ونفذت عنه الغبار وراحت تعزف ٠
بقي آدم محدقا في حركاتها ٠ إنبهر الجميع بعزفها وأنصتوا اليها في إهتمام ٠ وجد آدم جاذبية سحرية في عزفها ٠ مكث يسترق النظر إليها ٠ الى أن إلتقت عيناهما مرة ؛ فتبادلا الإبتسامة وأرسلت له ومضة بعينها ٠
أدخلت عليهم البهجة والسرور ٠ واصلت العزف ٠
تحلق كالفراشة في سماء " الفيراندا " ٠ تفاعل وآهتز معها الحاضرون لسحرها المنبعث من خلال نقرات أناملها على البيانو ٠ وأحيانا تفاجئهم بحركات بهلوانية وهي تغازل آلتها
ويتمايل جسدها الرشيق مع النغمات التي تصدر عن البيانو ٠
مر الهزيع الاول من الليل ٠ أحست كريستين بالتعب ٠ طلبت من آدم أن تستند عليه حتي تغادر " الفيلا " ٠ يتبع
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع